Friday, November 10, 2023


استوقفتني اليوم آية القوامة في سورة النساء .. 
يُقيم الله الرجل بالقوامة، ويكرمه بقوة العقل والمنطق، ويأمر زوجته أن تطيعه حتى تستقيم الحياة وتعمر البيوت، ثم يُهمل ويتخلى ويهين، ويزعم أنه رجُلا؟ 
بل ويتعدى إلى التسلط متناسيًا الرفق والرحمة وأن الحياة مشاركة، يظن أنه خلق ليهين أخته ويستعبد امرأته ويتسلط على بناته.. 
نسي كرم الله عليه ، ونسي بأن قوامته تكليفًا قبل أن تكن شرفًا يتخايل به في كل مجلس. 
لا أدري أي سفاهة ببعض الرجال حين لا يتحسس حلاوة الرفق بالنساء من حوله، وأي خير أضاعه في بعده عنهن. أمك جنتك وأعظم من يحبك، وأختك سندك وأكثر من يخلص لك، وامرأتك نصفك اللطيف وتكملتك، وبناتك الرحمة المهداة لك! 

مزعج جدًا أن تُفهم القوامة على أنها أحقية بالتعسف والتسلط! كل جماعة تحتاج لرئيس وقائد حتى تستقيم، والقوامة هي من وجهة نظري قيادة، والقائد يحق له أن يتصرف وفقًا لمصلحة الجميع لا وفقًا لأهوائه .. تتضمن مصلحة الجميع كثيرًا من التضحيات من كل الأعضاء بما فيهم القائد نفسه! وتتطلب موافقة الجميع على الأمر وإن كانوا لا يحبذوه من أجل المصلحة العامة .. فما أجملها من حياة حين يكون قائدها ذو منطق حذق، وذو قلب رحيم! 

No comments:

Post a Comment