Saturday, July 22, 2017





في خضم هذه المصائب التي تتخطف الناس من حولك
تنظر بعينك إليك فتجد أنك بخير وفي مأمن
وأهلك بخير وفي مأمن
قوت يومك لا تحمل همه , وتنام ملء جفونك وحياتك تكاد أن تصفو لولا بعض الشوائب اللازمة
تسمع من غيرك ما تعجز أن تتخيله يحدث لك
فما بالك لو حدث
تنظر إلى ما قد أسبغ به الله عليك .. فتخجل جدا
تخجل جدا .. مالذي قد فعلناه حتى نستحق تلك الرحمة الكبرى
نحن عباد مقصرون وغافلون
نعيش في نعم تترا , وننام في دفء , وننعم في ديننا من غير مضرة ولا مشقة
نأكل فنتخير ما نشاء من المشبع والمستلذ ..
نلبس فنتخير الأنعم والأفخر ..
نسكن فنتذوق الفن في كل ركن زاوية ..
نسافر ونتعلم .. ونضحك ...... وننسى ..
وننسى ..
وننسى كل هذا !

ثم بعد ذلك كله نحزن
نحزن لأننا فقدنا شيئًا ما .. وحملنا همًا صغيرًا لمتاعٍ زائل
ونتسخط لأن حظنا اليوم لا يبدو جيدًا ..
ولأننا لا نملك الشيء ذلك
ولأن أمرًا ما حدث
ننسى كل نعم الله , ثم نتجرأ عليه بأنه لم يعطينا الحظ وكتب لنا الشقاء
كوننا فقط منعمون يجب أن يجعلنا في خجل منه سبحانه
فمن نحن حتى نستحق كل هذه الرحمة ..


فلنجرب أن نتراحم .. نكن صفًا واحدا
نكن يدًا حانية .. وقلب كريم
نعفو عن زلات بعضنا
لنجرب أن نبادر بالخير .. ونقصر ونحجم عن الشر وأعراض الناس
فلنعش بالود والسلام
نساعد الآخرين ..
نقف مع المظلومين ..
ولا نخجل من قول الحق
لنعيد الحقوق لأصحابها
للجار حقه , وللمريض حقه , وللضيف حقه , وللكبير حقه , وللصغير حقه
لنكن في كل مجلس محضرًا للخير
لنصد عن لحوم البشر , لنبرر أفعالهم , لنغفر هفواتهم وزلاتهم
لا نؤجج عليهم الصدور , ونُغير عليهم القلوب
لنرحم .. لنرحم عل الله ينظر إلينا فيجد منا ما يستحق أن يرحمنا به
وإن كانت رحمة الله دومًا تسبقك بغير حساب .. أفلا تكن عبدًا شكورا ؟